إنييستا البطل الجديد في برشلونة بعد هدفه القاتل في مرمى تشيلسي

ليس ميسي أو إيتو أو هنري أو حتى تشافي من يتمتع الآن بلقب بطل برشلونة الجديد ، ولكنه الصغير أندريس إنييستا الذي ارتقى إلى عرش نجم نجوم النادي القطالوني العملاق مساء الأربعاء الماضي عندما سجل هدفا قاتلا لفريقه في الوقت المحتسب بدلا من الضائع أمام تشيلسي الإنجليزي في إياب الدور قبل النهائي بدوري أبطال أوروبا ليقود برشلونة إلى النهائي.

ومع اقترابه من بلوغ عامه الخامس والعشرين ، فإن إنييستا مازال لا يفعل شيئا سوى لعب كرة القدم. فهو لا يتمتع بشخصية ساحرة ولكنه شديد الخجل ولا يعتبر جميل الشكل أيضا. إنه قصير القامة ونادرا ما يتصدر اسمه العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام فهو لا يصبغ شعره ولا يرسم الوشم على جسده كما يفعل تقريبا جميع اللاعبين الآخرين الآن.

ولكنه مع ذلك نجم كبير وهذا ما أثبته في ليلة الأربعاء الخالدة باستاد "ستامفورد بريدج" في لندن.

لقد كانت هذه هي مباراة تتويج إنييستا ملكا على نجوم برشلونة. فقد كشف اللاعب الموهوب عن نفسه في لحظة صدق عندما احتاج برشلونة للاعب شجاع يسجل الهدف الحاسم. وهذا ما فعله إنييستا بالضبط بتسديدة رائعة من حدود منطقة الجزاء ليتعادل برشلونة مع تشيلسي 1/1 ويتأهل لنهائي دوري الأبطال في روما.

وبمجرد أن سكنت الكرة شباك برشلونة جن جنون إنييستا وكان سلوكه غير مفهوم. ففي البداية خلع قميصه ليحتفل وبعدها استخدم عبارات نابية ، أمام الصحفيين ، للتعبير عن فرحته الغامرة.

ووصل لاعب خط الوسط خفيف الوزن إلى القمة أخيرا بهدف شاهده العالم أجمع ووضع اسمه على قائمة العظماء من أبناء جيله. ونجح إنييستا بالفعل ومنذ زمن في حصد مديح وإشادة النقاد والجماهير بأسبانيا ، ولكنه ربما كان يفتقد بريقا من نوع خاص على أرض الملعب ليلفت أنظار العالم.

ومنذ انضمامه إلى برشلونة وهو في ال12 من عمره ، عندما غادر مسقط رأسه فوينتيألبيا بوسط أسبانيا للانضمام إلى مدرسة الناشئين بالنادي "ماسيا" ، أصبح إنييستا رمزا من رموز النادي القطالوني بالنسبة للجماهير. ولا شك في أن الهتاف الشهير "سأخرج لأحتفل الليلة ، أندريس إنييستا آت" قد تردد كثيرا في شوارع برشلونة مساء الأربعاء الماضي.

وكتبت صحيفة "سبورت" الرياضية الأسبانية في اليوم التالي لمباراة تشيلسي تقول: "إذا كان هناك من يستحق أن يمجد ، فإنه إنييستا. وهذا ليس بفضل كفاءته الفائقة كلاعب كرة قدم وحسب ، وإنما للجانب الإنساني فيه أيضا. فبسبب شخصيته الإنطوائية يبذل إنييسنا مجهودا كبيرا كلاعب ويتميز بالحزم والصرامة ولكنه مع ذلك لا يبحث عن جذب أدنى درجات الانتباه إليه. وبالأمس ، أهدته كرة القدم هذا الانتباه".

وانضم هدف إنييستا الحاسم إلى عدد من الأهداف التاريخيه الأخرى في حياة برشلونة. فالجماهير القطالونية مازالت تتذكر على سبيل المثال هدف خوسيه ماريا باكيرو في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1991 .

فقد كان كايزرسلاوترن الألماني متقدما 3/ صفر وبرشلونة يحتاج إلى هدف واحد فقط ليتأهل إلى دور الثمانية بدوري الأبطال. فجاء باكيرو ليسجل هدفا رأسيا منقذا لفريقه في الدقيقة الأخيرة من المباراة.

في ذلك الموسم ، واصل برشلونة تقدمه في دوري الأبطال ليرفع أول كأس أوروبية له بهدف تاريخي آخر عن طريق الهولندي رونالد كومان في الوقت الإضافي بالمباراة النهائية أمام سامبدوريا الإيطالي. وسيصبح لهدف إنييستا معنى أكبر إذا تمكن برشلونة من إحراز لقب دوري الأبطال هذا الموسم.

ويلتقي برشلونة مع حامل لقب البطولة مانشستر يونايتد الإنجليزي في النهائي في مباراة وصفت بالفعل بأنها ستكون منافسة ثنائية بين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي ، أشهر لاعبين في العالم حاليا.

ولكن الأيام دول ، وقد نجح إنييستا في الوقت الراهن في جذب ولو قدر بسيط من الانتباه إليه.